تحت شعار بالحسين نرتقي وبرعاية السيد عميد الكلية أ.م.د عبد الجبار محمود فتاح أقامت كلية الأدارة والأقتصاد “مهرجان القافية الحسينية” السنوي الثالث احياءً لذكرى استشهاد الأمام الحسين واستذكاراً لثورته الخالده ووقفته البطوليه بوجه الظلم وانتصار دمه الطاهر على سيف الطغاة حيث افتتح المهرجان بتلاوة لأيات من الذكر الحكيم ومن ثم وقفة حداد على روح سيد الشهداء الأمام الحسين وشهداء العراق الأبرار وتلتها كلمة د.جعفر باقر الدجيلي المعاون الأداري والمالي للعميد والتي ابتدئها قائلاً :
“أن الأمام الحسين عليه السلام فلسفة ثورة كتب لها التاريخ الأنساني الخلود لنقاوة نضوجها الفكري فكانت واقعة عاشت حية في ضمير أحرار العالم لمحورية المبادىء التي تحلت بها قضية الأمام الحسين كونها عمقت مبدأ التعايش السلمي والدفاع عن المظلومين في اطار النظام العالمي بما لها من العمق الفكري والنفسي لتهيئة البشرية وصولاً إلى التكاملات الفكرية وفق نظام تحقيق العدالة الأنسانية بين البشر واقرار المساواة. لأن واقعة ألطف تمثل الخير وانتصار أرادة الأيمان والتضحية على صراع المصالح. فالأمام الحسين هو سليل البيت المحمدي وهو ثورة جاءت بعد تسلط الظالمين على رقاب المسلمين أولئك الطغاة فما كان من الحسين الا أن يصحح ما أفسد بحق مسار الأسلام المحمدي الأصيل ويحافظ عليه فكان الجواد الشامخ الشهيد الحي الذي لم يخرج لمحاربة الطغاة من أجل منصب دنيوي فقد قالها عليه السلام.. (لقد خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي .. فتذكروا هدفي ومبدئي) .
أن الأمام الحسين قد قتل من أجل انتصار الرسالة المحمدية التي أرسى أهدافها جده النبي محمد (ص) وقد اصطحب معه اصحابه وأهل بيته من النساء والصبية والأطفال من أجل التضحية ونصرت رسالة الأسلام المشرفة فقد ضحى من أجل أن تصان المبادىء والقيم لجميع البشر وحفظ حرمة الأسلام، وقام العالم بتخليد أمام الأنسانية والرسالة الحسينية رسالة الحق وسحق بوابة الظلم وفضل الشهادة على الحياة الذليلة لذا كان القدوة لدى الشعوب الحرة.
ثم عرج بقوله …أن الأمام الحسين عليه السلام مشروع سلم وسلام ومنهج يضىء الدرب وسارية راية الحق في كل ارض طاهرة ومن فكر الأمام الحسين تحتفظ الأمم بكرامتها وأن نور ثورة الحسين خلدها التاريخ خلاف باقي الثورات ويمكن أن نستفيد من دورسها في عملية التغير في النهج الأنساني للحضارة البشرية.
أن استشهاد الأمام الحسين (عليه السلام) فوق ثرى كربلاء تجعلنا أن نأخذ جميعاً من مناهجه الدرس تلو الدرس والعبر برشاقة القيمة الأيمانية ومناهج تطور الفكر الأنساني لارساء عالم متحضر متآخي لدحر الأستبداد والظلم والأرهاب الأسود مستلهمين ذلك من مواقع وسلوك ومنهج ثورة الأمام الحسين ومن مصاديق جهاده المحمدي الصحيح الذي رفض الظلم من أجل الحق.
ثم ختم بقوله …والعراق اليوم وفي ظل انتصار الدم على السيف الأرهابي نستشعر تتابع أستفحال بعض زمر المجاميع الأرهابية و زيادة نشاطتها الأجرامية وهي تستهدف طوائف الشعب العراقي ومكوناته الأجتماعية دون اخرى ودون استثناء شعية وسنة مسلمين ومسيحين عرباً واكراداً حكومة ومواطنين، أن هذا الأستهداف لابد من ايقافه وعلى الجميع من دون استثناء اتخاذ موقف وطني موحد وذلك بتضافر كل الجهود الخيره جميعاً للقوف بوجه الأعمال الأرهابية ومنعها من أن تنال من وحدة العراق وقوته وصموده وايذاء شعبه وأن يدرك العراقيون أن السقف الذي يظللنا جميعاً وهو سقف بلدنا العراق والذي يراد له القوة والمنعة والاسسنخسر حقوقنا ومصالحنا وسوف لن نتمكن أن نبني العراق ونعمل لخيره وازدهاره ، وأن نجعل الأصلاح هو غايتنا وتقدم الأنسانية الى الأفضل هو هدفنا وأن نجسد ونستفيض من مدرسة الأمام الحسين كل ما قاله عليه السلام (ألا واني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وانما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي).
بعدها شرعت فعاليات المهرجان والتي ابتدأت بمسرحية قصيرة جسدت أباء عراق الحسين وتحديه للظلم والفساد والطائفية وشموخه وانتصاره بدم الحسين الذي رفع أسمه عالياً بين الأمم وجعله أبي الضيم كروحه الأبيه وقدمها نخبة من الطلبة المبدعين المتميزين ومن ثم انطلقت فقرة الشعر الشعبي حيث صدحت فيها حناجر الشعراء بقوافي ملئها الأمجاد تفوح بعطر الشهادة وتشع بنور العطاء والأيثار الحسيني الخالد على مر العصور والدهور.
ومن الجذير بالذكر أن هذا المهرجان تم تنظيمه بجهد طلابي خالص علي يد نخبة من طلبة الكلية المتميزين هديةً منهم إلى امامهم أبا عبد اله الحسين وإلى كليتهم الأم كلية الأدارة والأقتصاد ، وذلك سعياً منهم لمزج العلم بالثقافة واحياءً لدور المهرجانات الأدبية وما تمثله من استنهاض لهمم ورفع روح الثقافة والعلم واحياءً للادب والشعر الذي عرف قديماً بأنه (قضية) كما أنه روح اللغة العربية حيث أن الأمم تخط تاريخها بسواعد وأقلام أدابائها وشعرائها.